شعور بالألم يعذبني.. يحطمني ..يحيلني إلى شظايا مكسورة .. لم أعد أثق بأحد .. لم أعد أثق بشيء .. فقد علمتني التجارب أن أتجنب الحب ، أن أقفل قلبي ولا أفتحه فلربما وقتها سأشفى من داء اسمه الذاكرة .. أو من علة اسمها الوفاء .. كل من أحبه من حياتي ينسحب .. بطريقة أو أخرى .. دائما ما يكون نهاية ما يجمعنا " الفراق " .. باختلاف انواعه ..
الأول :
الموت .. قد يحس العالم بقساوة ذلك إلا أنهم مهما حاولوا لن يستطيعوا عيش ما أعيشه من عذاب .. كل يوم أتجرع مرارة الفراق .. قدر هو علي تقبله .. لكنه صعب .. فما عانيته من فقدان صديقتي السنة الماضية بسبب مرض القلب الذي أودى بحياتها لا يمكن وصفه.. وبت بعدها خائفة من أن يسلب الموت احدا آخر .. لكنه لم يلبث أن قبض على صديقتي نور .. والتي لم يدع مرضها بالسرطان مجالاً لتوديعها حتى .. ! صداقاتان عمرهما أكثر من خمسة أعوام انتهيتا .. لازالت أوراق و دفاتر تحتضنها خزانتي زاخرة بذكرياتهما .. ولكن هل وحدها الذكريات تكفي إن لم يكونا هما معي لنتشاركها ؟!
الثاني :
الثقة العمياء التي كنت امنحها ومازلت لا أتعلم أبداً .. ساذجة أنا .. دائما ما أتخيل الناس ملائكة .. ودائماً ما أعلق آمالاً كبيرة بهم .. أبني أواصر القرب .. و أجعل لهم كل مساحات الخضراء في قلبي .. فينبت حبهم ويزداد .. حتى يكاد يصبح محال الاقتلاع !
لن تكفي السطور لأعددهم .. ولكن سأذكر تجربة واحدة .. والتي كانت الأقرب حدوثاً.. و الأشد ألماً .. فمنذ عدة أسابيع سابقة أصبحت غارقة في شكوكي .. بعدما صداقة عشتها انتهت بسبب أول عثرة أو سوء تفاهم واجهناها.. لكنها انسحبت ... نعم انسحبت ! رغم محاولاتي المستمرة في التمسك بهذه الصداقة .. فالصداقة بالنسبة لي ليس مجرد " علاقة " إنما هي ارتباط أبدي و وفاء !
رغم عدم اقتناعي بأني مخطئة إلا أني اعتذرت .. حاولت .. لكن لا تكفي المحاولة من طرف واحد .. فإلى أي حد يمكن ان يكون التنازل .. ومهما تنازلت فيد واحدة لا تصفق.. ولكني في النهاية .. استسلمت.. لست لأني أريد ذلك .. إنما لأني لا أستطيع فرض نفسي على أحد .. أو اجباره على تقبلي.. وتعلمت أنه لا أحد يستحق المحاربة من أجله إن كان لا يستطيع محاربة كبريائه من اجلي !
غريب هو حال الدنيا .. في لحظة يقظة تعي أن لا شيء كما يبدو عليه أبداً .. تجد أنه لا وجود للصداقة .. ولا وجود للوفاء .. لا وجود للمحبة .. لا وجود للعطاء .. لاوجود للتسامح .. لا وجود للصدق ... تكتشف انك في عالم باتت المظاهر تخدعك .. دائماً ما أردد " المظاهر خداعة " ولكن أعترف بأني اليوم بالتحديد استطعت أن أقولها عن تجربة !
سؤال يحيرني :
لماذا لا أتعلم ؟! ..لماذا لا أستطيع تقبل الأمر أو التعايش معه ؟!
أحس بوجع .. نظرتي لمن حولي مشوشة .. أحس بالا انتماء إلى عالمهم .. حتى انني بت لا أطيق الجلوس مع أحدهم .. لا احد يفهمني .. لا أحد ..!
في أشد ساعات حزني .. في اشد ساعات ألمي .. الكل يضحك .. ولا أحد يشعر بي .. لا أحد يحس بألمي .. بوجعي ..
يطلبون ويطلبون دون ملل أو كلل .. ولكن عندما أحتاجهم .. لا أجد أحد اً منهم.
الكل يهتم بنفسه .. بمصلحته .. واذا اكتمل ما يحتاجه .. لم تعد تسمع له صوتاً .. أو حتى تراه ..!
لا اعرف لمن عندما تطوقني الأحزان أشتكي .. أو لمن أبوح عندما تضيق الكلمات في صدري .. أو عما يجول بخاطري أحكي .. وعلى أي صدر عندما تشتد بي ألامي أبكي .. أو عندما ترميني الدنيا في مفترق طريق ألجأ.. لا أملك أحد .. لا أحد !..
غير بياض ورقي .. وسواد قلمي .. !
أحس بالغربات .. فالغربة لا تكون واحدة .. إنها دائماً غربات ..!
فلا أحد ينتمي إلى عالمي .. لا احد .
جميل حرفك ... رغم قسوة الفراق ...
ردحذفأستمتعت هنا ...
لروحك الجميله باقه ورد..