نحن نولد .. نعيش ثم نموت .. ولكن ليس دائماً بالترتيب نفسه ..!
ومن فترة ولادتي حتى الآن هناك خلاصة تعلمتها .. وهو ان كل شيء في هذه الحياة هش .. وغير قابل للتوقع ..!
دائماً ما نفترض أن وجودنا أبدي .. ! .. وكذلك من حولنا ..! .. غيرمدركين أنه قد يحين وقت رحيلنا أو رحيلهم عنا من دون أن نشعر .. غير عابئين بثواني ترحل عنا ..تنبؤنا بمضي وقت غير قابل للعودة ..
قد نعتاد على وجودهم بجانبنا .. ولا نعبر عما بدواخلنا اتجاهم .. ولكن قد نندم بعد رحيلهم عنا .. ونتحسر على اننا اضعنا تلك الفرص الثمينة التي كانت بين ايدينا .. في حين لا ينفع فيه الندم ..
فدائماً ما ندرك اهمية الشيء بعد فقداننا له ..!
فنتسائل : لماذا دائماً يرحلون ؟..
وبعد رحيلهم .. نحاول المضي .. ولكن لن نستطيع ..!
فبرحيلهم يتركون خلفهم ذلك الفراغ الكبير .. الذي لن يملأه أحد ..!
يتركون خلفهم آثار تعيدنا اليهم كلما حاولنا الهرب .. يتركون لنا ذكريات ترجعنا إليهم كلما حولنا النسيان ..!
يتركون لنا دموعاً .. و انتحابات سرية ..!
حينها قد نكذب على انفسنا في محاولة المضي .. قد ننشغل.. ولكن لا نلبث نعود إليهم .. ولا يلبثون يشرقون على حياتنا من جديد .. فمن قال أن من رحلوا لا يعودون ؟.!
" كل شيء قابل للعودة .. حتى الموتى ...! " *
ففي هذه الليله أشعر بالاختناق .. " ففوق أوراقي وجوه لا تغادر دورتي الدموية لأموات مازالوا أحياء عندي " ** ..
و أتسائل لماذا تسرق الحياة منا ما نحب ومن نحب ..؟! .. لماذا تجعلنا ندخل فصول من المحبة والود وتأتي على حين غرة تفرقنا عنهم ..؟!
لماذا تجعلنا نتعلق بهم ..ثم تأخذهم بعيداً عنا تاركة ايانا نقاسي وحشة الوحدة .. ونحتسي كأس العذاب .. ومر الغياب .!
فرغم مرور عامان على فراقها .. الا ان حبها مازال عامراً في قلبي .. ومازالت هي خالدة في ذاكرتي .. ولا زالت هنا في بقعة من الروح لا يطؤها النسيان ..
مازلت أشعر بروحها حولي .. ويحدث أن أخاطبها احياناً.. على أمل أن يصلها صدى كلماتي... ومازلت أبعث لها رسائل بين الحين و الآخر .. رغم اني اعلم بانه لن تصلها كلماتي .. و أعلم أنه لن تستطيع أن تراني أو تحس باشتياقي .. ولربما كان ما أفعله ضرباً من الجنون إلا أنه يخفف من وطأة الألم .. ولكن لاشيء يجعلني أنسى ..!
فلابد لنا من أن نتعثر يوماً بذاكرتنا ..!
يحدث أن نظن اننا نسينا .. وان كل شيء بعد مضي فترة سيزول .. و بأننا سنعتاد غيابهم .. و بأن كل العذاب و الالم .. والحنين و الأنين سينتهي.. ولكن لاشيء ينتهي حتى ينتهى !
.....................................................
في ذكرى رحيل ضحى .. رحمها الله وغفر لها و أسكنها جناته .. ♥
......................................................
* فاديا فهد .
** غادة السمان .