أنظر لوسادتي الخالية بجانبي.. و غرفتي المظلمة ..
برغم خلوها من أي انسان .. إلا أنك حاضر معي
..!
لماذا دائما ما تكون أنت الذي تزورني ليلاً ..
في تلك اللحظات التي تفصل بين اليقظة و الحلم ..؟!
الغريب أن كل أحلامي تخلو منك..
أتساءل أتراك أكثر حقيقة من ان تكون حلماً ..!
ولكن أفتقدك في واقعي أيضا ..
أتساءل اتراك أقرب لأن تكون حلماً من أن تكون
حقيقة ..!
ما هذا الذي أحياه ؟ وما هذا الذي تملكه و يحيل
حياتي لدوامة من الأسئلة دون أجوبة شافية ؟!
أكره تلك الأجهزة التي بحجة التطور .. جعلت
لكلمات من نحب حضوراً .. حتى في بعدهم ..!
لا أنكر أنها تطفيء لوعة الحنين .. عند اللقاء
.. لكن لا تلبث أن تشعل نيرانها مرة أخرى
..!
تتركنا نموت شوقاً .. أكثر من ذي قبل بمجرد أن
يسطروا آخر كلماتهم ..!
تتركنا ندمن كلماتهم .. و أحيانا أصواتهم ..
نترقب حضورهم بفارغ الصبر ..
حتى نتهي بعادة قاتلة .. تجرفنا نحو أزمة
عاطفية .. تجعلنا في مواجهة مشاعر جمة .. نجهل إن كانت مفهوماً جديداً للحب يواكب
عصر السرعة الذي نحياه اليوم .
هــل يعقل أن نـحـبــهم دون أن نــراهــم ؟!
هل يعقل أن أكون أحــبـبـتك في ظل افتقار هذا
الحب لأهم عنصر وهو أنت ..؟!
هل أحــبــبــتك ؟
أم أحـبـبـت ذالك الرجل الذي تسطره كلماتك ؟
من نحن ؟!
ماذا يسمى الذي يجمعنا ؟!
هل نحن مجرد كــلــمـــات ؟!
أتساءل كيف أحببتك و انا أجهل نصفك الآخر ؟!..
ذالك النصف الذي تعجز الكلمات عن اظهاره ..
أترى كنت سأعلم نصفك المجهول حتى إن التقيتك ؟!
المشكلة أني أقف عاجزة عن البقاء .. بقدر عجزي
عن المضي ..!
أقف غير قادرة حتى على التخلص منك .. لأنني لا
أنــســى ..!
المشكلة أني لم اعتدك .. لم تكن مجرد اعتياد ..
لقد أدمــنــتــك ..!
أتقطع ألما حين أفكر للحظة أن لا تكون انت من
حسبته يوماً .. و احببته أبـداً.
مجرد التفكير بذلك يجعلني أشعر بالرثاء لحالي
..!
لربما كان من الأولى أن أرثي لحالك أيضاً .. لو
كنت فقط متأكدة من أنك أحببتني يوماً ..
أحببتني أنا من دون كل من يحطن بك ..!
أنا التي أبعد عنك بأميال ..
أتساءل كم أبعد عن قلبك ؟
وما هي المسافة التي تفصلك عني ؟!
أتراك تعيش الأمل مثلي ؟!
أتؤمن بي .. بنا ..؟
هل تمرض الذكرى معي ..؟
أتصيبك الحمى من الحنين بغيابي كما أصاب بها
بغيابك ..؟
أتأمل مي زيادة و جبران .. و الحب الذي جمع
بينهما ..
كانت كلمات دامت عشرة أعوام !
كلمات سافرت عبر القارات .. فقط لتجمع بين
قلبيهما ..!
أؤمن و أنا أقرأ عنها بأنها لم تكن مجرد كلمات
..!
كانت مشاعر مغلفة بالحب الصادق الذي ولد قبل
حتى ولادة أجهزة هذا القرن ..!
هــا أنــا أعــي بأنك لــســت مجرد كــلمــات
..!
لســنا مجرد كــلمــات ..!
أحاول الابتسام على واقع ما وعيته لتوي .. إلا
أن الدموع تنساب على خدي و انا أخط كلماتي ..
لم يكتب لهما اللــقــاء يــومــا ..! هل سيكتب
لنا اللقاء ؟!
أم هل ستموت حالما بلقائي .. ثم أموت أنا حزناً
على استحالة لقاءك ..؟!
أتعلم ما أدركته لتوي ..
اننا نقطن في قارة واحدة بخلافهم ..
و تسلل مشاعرنا عبر جهاز .. دون تغليف .. بكبسة
زر فقط ..!
لقد اختلف زماننا عن زمانهم ..
لربما نحن نختلف عنهم ..
للربما كــانــا استثناءاً لابد منه .. كتبه
القدر ليخلد حباً كان رابطته الأدب ..!
لربما كان لزاماً أن لا يلتقيا كي يكتب أدبــاً
..!
كي لا يموت حبهما .. بموتهم !
كي يظل أســطــورة .
لأننا نختلف عنهم ..
لا أريد حبا بعد الــمــوت ..
أريد حبا حتى الــحيــاة ..!
لا أريد قصة أسطورية ..تنتهي بين دفتي كتاب .
أريد قصة عــاديــة.. لم تنتهي بعد .
لا أريد حباً يموت يشهد عليه الأدب ..!
أريد حبا يحيا تشهد عليه السماء ..
لاشــيء آخــر .
فقط تلك السماء التي منحت لكلينا اسماً منها ..
بالرغم من السنين التي تفصل بيننا ..
إلا انها وهبتني اسماً .. بجانب اســمــك .
لربما كان قدري ان أحبك قبل أن ألتقيك ..!
الغريب ..
لو لم تكن قدري .. لاخترت أن أحبك ..
لاخترت السقوط في حبك طواعية ..!
سأظل أحبك حتى ألتقيك يومــاً ..
نــعــم يــومــاً ..
ستطوقني بين ذراعيك ..
و سيشهد الأدب يومها ..
أنك لست حلما .. و لست واقعاً في حاضري .
بل أنت حلم .. و واقع في غــدي.
ســيــشــهد الأدب يومها .. أن حبنا ليس أدبــــاً
..!