إن الحياة من حولنا مليئة بالأشياء البسيطة التي إن أمعنا النظر فيها جيداً تعلمنا أشياء كثيرة .
أدركت اليوم و أنا أراقب السماء ، اشهد احدى بدائع الخالق .. خسوف القمر .. أنه يملك سمات مشتركة و متعلقة بحياتنا .. فكما القمر معرض للخسوف فحياتنا المشرقة أيضاً معرضة دائما لخسوف يحيل ضياءنا إلى ظلام .. إلا ان النهاية السعيدة التي نطمح لأجلها لا بد لها ان تاتي يوماً .. وما دام الواقع مريراً .. فلنوقن أن النهاية لم تكتب بعد .
يجب أن نتعلم كيف نجلي احزاننا .. همومنا .. وكل ما يعرقل سيرنا .. وأن لانسمح لخسوف أن يحجب النور عن حياتنا .. علينا ان لا نكتفي بانتظار الاشراق من جديد ، بل علينا السعي وراء مرادنا ، علينا أن نقلب صفحات الماضي ، و نبدأ صفحات جديدة.
منظر الخسوف يجعلنا نعي كم أن لحظات الظلام مؤقته ، يجعلنا ندرك كم هي البدايات أنصع ، و أروع .
لكل قلب ينبض .. خسوف .. لكل منا جانبه المظلم .. وأيامنا المظلمة .. ذلك أمر اعتيادي ، لكن المشكلة تكمن حين نسمح للظلام بأن يحتلنا ، و يسطو على حياتنا ، و يسلبنا الأمل ، ظناً بان الأمل يموت ؟
الأمل لا يخبوا .. لايموت ..لاشيء يموت .. مادمنا أحياء .. كل الأشياء كالقمر تماماً باقية.. قد تحتجب قليلاً عن الرؤية ثم تعود ثانيةً .
حتى نحن بامكاننا أن لانموت بموتنا .. إن استطعنا اضاءة و لو شمعة بسيطة من الأمل .. لاحداث تغيير و لو بسيط يجعل لحياتنا معنى .. و يخلف أثر لنا ، و يبقينا أحياء حتى بعد رحيلنا !
ءآمنوا بما كتبه الله .. و اغتنموا هذه الفرصة في التقرب إلى الله اكثر .. و لا تخرجوا منها صفر الأيدي .. بل محملين بالخبرة .. و الحكمة .. و لا تنسوا أن تنيروا القمر الذي ينبض بين ضلوعكم ، و إذا انقطعت الكهرباء لا أحد يتحجج بالظروف .. عليه خلق الظروف إن لم تكن موجودة .. " الله يخلي شموع ابو ريالين .. " :)
