أشعر بالغباء .. بعد كل ما مررت به لازلت أتصف بسذاجتي تلك التي
تجعلني أحسن الظن في غيري .. و رغم أني قطعت وعداً أن لا أتوقع الكثير من غيري ..
إلا أني دائما بعد مرور فترة أتجاهل كل ذلك .. ظناً بأني قد وجدت أخيراً قلباً
واحداً لم يتلطخ بفساد من حوله .. و مقنعة نفسي بأن أصابع اليد غير متشابهة و بأن
نظرتي للأمر من الناحية السلبية ستجعل من حياتي مأساوية و ستزعزع ثقتي بمن حولي ..
إلى أن أجد نفسي وحيدة بلا رفيق ! كشجرة خريف ! ..
إلا أن صدمة توالي الأحداث في حياتي جعلتني أعيد النظر في صحة قناعاتي
السابقة .. فسقوط شخصاً بعد آخر من عيني .. يجعلني أوقن بل و أقسم أن أصابع اليد
قد تتشابه !
يؤلمني حين أعيطيهم كل ما أملك .. و أمد لهم يد العون .. بل و أقدم
الكثير من التضحيات و التنازلات .. عن حقوقي .. عن مبادئي في سبيلهم..! .. جانية
على ضميري .. من أجلهم ..! ومع ذلك لا
يعون حجم ما قدمته بل يطالبوني بالمزيد ..! وعلاوة على ذلك يفترون علي بما لم أفعله
يوماً بل بما أنا منزهة عنه بينما هم من يرتكبون تلك الأخطاء .. مفترين علي بما لم
و لن أجرؤ يوماً على ارتكابه لأني لست أنا التي أخون ثقة أهلي .. متجاهلة .. ديني
.. مجتمعي .. أهلي .. و الأهم نفسي !
يتهموني بما لم أفعله لمجرد اخراج نفسهم من ورطة انكشاف أوراقهم .. لا
اعلم ما السبب الحقيقي الذي دفعهم إلى ذلك .. و لكن أياً كان فمع احترامي لا يغتفر
..! ناسين تلك الأيام التي كنت بجانبهم .. في حين خذلهم الجميع .. كنت الوحيدة
التي مدت لهم يد العون .. كنت الحضن الذي يبكون عليه .. كنت هناك في أشد لحظات
حاجتهم إلي .. كنت هناك في الليالي التي سهرتها معهم لأخفف من ألمهم .. و أزيل أوجاعهم
.. تلك المكالمات الهاتفية التي تمتد
لساعات وكنت أنصت فيها لشكواهم .. و تلك الكلمات و العبارات التي هدرتها في تقديم
النصح لهم .. و تلك الليالي التي لم أنم فيها بسبب قلقي عليهم ..!
فأي قلب ذلك الذي تحتضنه أضلاعهم و لا يجعلهم مدركين لكل ما فعلته من أجلهم من باب حبي لهم و حرصي عليهم ؟! و أي ضمير ذاك الذي يجعلهم ينامون مرتاحي البال دون أن يحسوا و ولو قليلاً بتأنيب او ندم ؟! و أي عقل ذاك الذي لديهم و لا يجعلهم يفكرون بمقدار الألم الذي قد يخلفه كذبهم ..بل و خيانتهم لقلب منحهم كل شيء .. ولم يتوقف يوماً عن العطاء ؟!
فأي قلب ذلك الذي تحتضنه أضلاعهم و لا يجعلهم مدركين لكل ما فعلته من أجلهم من باب حبي لهم و حرصي عليهم ؟! و أي ضمير ذاك الذي يجعلهم ينامون مرتاحي البال دون أن يحسوا و ولو قليلاً بتأنيب او ندم ؟! و أي عقل ذاك الذي لديهم و لا يجعلهم يفكرون بمقدار الألم الذي قد يخلفه كذبهم ..بل و خيانتهم لقلب منحهم كل شيء .. ولم يتوقف يوماً عن العطاء ؟!
أتقطع ألماً من الداخل .. و أنا أرى ما جمعنا يهدم .. و لكن بسببهم ..
بما اقترفوه في لحظة ضعف أظهرت حقيقة معدنهم ! و للأسف .. لا يعلمون أني دائماً ما تنهشني
الذكريات .. بينما الجميع ينسى ! .. وإن ظنوا يوماً بأن ما فعلوه سينسى .. فهم
مخطئون ..! فأنا امرأة لن تنسى ..! مما يجعل من الغفران أمراً محال ..! خاصة و أن
الأمر يمس سمعتي التي حافظت عليها في أيام هم تركوا لأهوائهم فيها أن تقودهم ! ..
لن أدعهم يدمرون ما بنيته بخلقي في سنون .. لكذبة خرجت من نفس ضعيفة ..! و إني
لأرى في تصرفهم قمة الأنانية .. وحب الذات .. و اللامبالة .. وعدم الاكتراث
بالأخرين .. غير ما يصب في مصالحهم الشخصية .. و الجبن و عدم المقدرة على تحمل على
الأقل عقبات أفعالهم ..! لا و الأكثر من ذلك الافتراء على الغير من غير سبب مقنع..!
ليس
قسوة مني حين أرفض أن أقدم الغفران
لأمثالهم .. ولكن " وجعي بالأقنعة ..أعظم من الخيانة " .. أكره الزيف ..
ككرهي لتلك الأقنعة التي يختبئون وراءها .. خافين حقيقتهم .. ودائماً ما يدعوني
إلى الضحك ثقتهم العمياء بأنهم لن يظهروا نصفهم المظلم الطاغي عليهم ! ..متناسين أن لاشيء يظل طي الكتمان .. وأن لابد لكل تلك الأقنعة أن تسقط يوماً .. !
سيندمون يوماً على سماحهم لأنفسهم بارتكاب هذا الخطأ الجسيم في حقي ..
سيندمون يوماً حين لا يستطعون استردادي .. و لا ارجاع ما كان يوماً بيننا ... سيندمون
حين تأخذهم الذكرى إلي .. و يعيدهم الحنين إلى شطئاني .. فيعون حينها أن مثلي لن يتكرر في حياتهم .. ليس غروراً و لكن ثقة ! لأني لست مثلهم أطعن غيري من ظهره !
لكنهم ..
سيندمون أشد الندم حين يعون أن ما سقط من عيني يوماً لا يسترد أبداً ..!
لكنهم ..
سيندمون أشد الندم حين يعون أن ما سقط من عيني يوماً لا يسترد أبداً ..!