Powered By Blogger

الخميس، 5 مايو 2011

~||× مشاعر خريجة ×||~






من كان يظن أن الأيام ستمر بهذه السرعة .. و أننا سنقف اليوم على مشارف نهاية مرحلة .. لنبدأ مرحلة جديدة .. بالأمس كنا نحمل حقائبنا المدرسية خلف ظهورنا .. ولم نضع الوداع في الحسبان .. مضينا نحو المستقبل و أحلامنا تعانق الأفق .. صعدنا السلم درجة .. درجة .. نمد بعضنا البعض بالأمل.. إلى أن حان اليوم الذي يتوجب علينا فيه أن نقول وداعاً .

اليوم يلوح لنا الوداع .. و يجعل من كل المشاعر تجتاحنا حتى نقيضاتها .. نقف برغم مر الفراق وحرقته إلا أن ابتسامة تزين ثغورنا لأننا وصلنا إلى هذا اليوم حاملين ذكريات عامرة بلحظات لا تنسى .. بداية من أول يوم دراسي حتى يومنا هذا .. كلها كانت تحت سقف مدرسة حملت ضحكاتنا في لحظات فرح ، و سقوطنا في لحظات حزن ، في كل زاوية من زواياها لنا صوراً خالدة في الذكرى.. جمعتنا بكل تلك القلوب التي منحت للأعوام السابقة جمالاً .. و اكسبت أيامنا روعة .، بداية بمعلمات قضين سنين طوال دأباً يزرعن في قلوبنا الحب و الاحترام و التقدير ..و يبنين  القيم و المبادئ و الأخلاق في شخصنا و يغدقون علينا من بحر العلم .. شكراً لكل ما قدمنه لنا ..

و يعزى الفضل الكبيرفي وصولنا الى هذه المرحلة لتلك القلوب الحانية التي سهرت ليال طوال في سبيل راحتنا .. أمهاتنا الغاليات على ابواب الغد تعلقت أحلامنا ، فنحن وعد ينتظر الوفاء لكم يامن تحملتم من أجلنا كل الصعاب .. فأنتم نصف الكون ومنبع الحياة و حماة الوجود ،نشكركم على كل لحظة كنتم هنالك من أجلنا .. نشكركم  يا صاحبي السعادة ومانحي الحياة على منحنا كل تلك المحبة وكل ذاك العون و العطاء و المساعدة ، ولن نخيب ظنكم فبسمتكم انفراج وضحكتكم فرح .

ولاننسى تلك القلوب الغائبة عنا إلا ان لها دائماً نصيب في احاطتنا بالرعاية .. آبائونا الذين كدوا في سبيلنا .. نشكرهم  على تفانيهم و عونهم .

لن يكتب اليوم النهاية فقط .. إنما سيخط لنا بداية جديدة .. فاليوم حياتنا تبدأ .. اليوم سيسجل التاريخ أننا قادمون .. اليوم يشهد أننا أصبحنا أشخاص .. مسؤولون عدا عن أنفسنا ، فاليوم نحن مسؤولون عن تحديد خارطة حياتنا  ، عن مستقبلنا ، اليوم نحن مسؤولون عن كل الاحتمالات التي قد تفرضها قرارتنا  .

اليوم نقف بنفوس سامية نحو العلا لنرقى بأنفسنا وبمن حولنا .. اليوم نقف أمام مرحلة جديدة  ونحن مستعدون لكل ما يحمله المستقبل لنا ، اليوم نحن جاهزون لبدء رحلة جديدة و خوض غمار عالم مختلف غير الذي  انقضى ، وعمر جديد غير الذي مضى .

في هذا اليوم الذي يشهد نهاية اثنا عشر عاماً قضينا فيها أجمل أيام حياتنا ، نترقب الغد .. فغدا سيكون مختلفاً ..غداً .. سنكون أشخاصاً آخرين .. حاملين من شذا عطركم شيئاً بداخلنا.. وجزءاً من مستقبلنا.

باختلاف الطريق الذي سنسلكه .. الا أن الذكرى ستجمعنا .. قد يكون الفراق صعباً .. إلا أنه لن يكون الوداع .. لأننا سنبقى على موعد .. كلما حملتنا سفن الحنين إلى جنبات مدرستنا .. و ستبقى صفحات الذاكرة تعيد خلق كل تلك اللحظات من جديد ..و سنحيا على تلك الذكرى الطيبة التي زينت اثنى عشر فصلاً من فصول حياتنا .

أود أن أهمس بامنية .. ففوق أوراقي وجوه لا تغادر دورتي الدموية لأموات مازالوا احياء عندي .. ضحى و نور .. جنبات مدرسة المنارات تشتاق إليكم .. كم كنت اتمنى لو كنتن ها هنا تشاركنني هذا اليوم الرائع .. أدعو الله لكن بالرحمة و المغفرة.. وستظلون هنا في بقعة من الروح لا يطؤها النسيان .

وفي الختام إلى كل الخريجات .. كن ذوات وجهة معلومة .. وخطة مرسومة .. وحياة ذات رقص على ايقاع منتظم .. لحاضر أفضل .. و غد أجمل . ولا تنسوا أن أحلامكم مشروع ملاك صغير .. أكملوها بخطا ثابتة ..  وامنحوها الأجنحة لتطير .