Powered By Blogger

الخميس، 10 مارس 2011

نبض الوفاء ~ ♥ ~




يدعوني للأسى حين أعود لذاكرتي .. و اجدها مترعة بكل تلك الجثث لأحياء .. ماتوا  و لم يعد لهم في قلبي مكان منذ تلك اللحظة التي سقطوا فيها من عيني .

بينما في الضفة الأخرى هنالك الأموات الذين لازال قلبي ينبض بحبهم .. و لازالوا أحياء بالنسبة لي .
فحياة الشخص أو موته .. من وجهة نظري لا تعتمد على بقاءه حياً على أرض الواقع .. فما أكثر الأموات الذين مازالوا أحياء بينما ! و ما أكثر الأحياء الذين يموتون و هم معنا !

يدهشني دائماً أني الوحيدة التي تنهشها الذكريات ... بينما الجميع ينسى ..!

لو كنت سأكتب قبل عدة أشهر كنت سأكتب بأني أريد و بشدة تمزيق تلك الصفحات التي تحتويهم لأتخلص من أي أثر قد يعيد خلقهم من جديد ... عوضاً عن قلب صفحات الماضي و بداية صفحات جديدة .. فما دامت تلك الصفحات موجودة لا بد لي أن أتعثر بها يوماً بعكس نزعها و اقتلاعها الذي يعد حلاً أمثل  ، لوددت الهروب من أي فرصة قد تجمعني بهم .. ولو كانت في الذاكرة !.

لكن اليوم أعترف بأن قناعاتي تغيرت تماماً .. أيقنت بانه ما دمنا لا نستطيع اقتلاع ذاكرتنا و استبدالها بواحدة جديدة يجب أن لانجعل ممن مروا عليها سوا " عابرون " .. و إن حدث و تعثرنا بهم .. فيجب أن نجعل من تلك العثرة سبباً لتذكيرنا بألحذر في المرات المقبله  وعدم توقع الكثير من غيرنا .. فتوقعاتنا هي التي تجرحنا لا الآخرون !

اليوم سأكتب باني اقتنعت ان كل شيء يحدث لسبب و حكمة . و أن مرور كل انسان في حياتنا ليس عبثاً إنما لسبب أيضاً . و أن فراقنا عنهم سواء بالموت أو بالحياة أيضاً لسبب . قد نجهل الأسباب في كثير من الأحيان ، وقد تؤلمنا النهايات في أغلب الأحيان ، لكن يجب أن نؤمن بالقدر . جاعلين من تلك الهزائم انتصارات لأنفسنا ، لأن كل تجربة تترك أثراً فينا و قد تقلب قناعاتنا السابقة ، و تجعلنا أوعى من ذي قبل و أكثر حذراً .

في هذا اليوم و الذي يقترب من نهاية العام الاول.. منذ فارقت " نور " صديقتي العزيزة الحياة .. أعترف باني اليوم فقط لن أحزن لموتها ، فلكل شيء حكمة. و لربما ذلك كان أفضل لها .

و لكن لا انكر باني أشتاق إليها كثيراً .. وكم اتمنى لو أن كلماتي تصلها لتخبرها ان هنالك قلباً مازال يحمل لها كل الود ..و التقدير و الاحترام .. مازال هنالك قلباً وفياً عامراً بالحب .

كم اود أن أشكرها على كل ما كانت عليه . لكونها هي فقط ..دون أقنعة أو نفاق. أود ان أشكرها على ست سنوات قضتها معي دون أي جدال .. أو سوء فهم أو حتى أذى . لربما يقول البعض أني ابالغ و لكن لم يحدث يوماً أن اختلفنا .. و لم يحدث يوما أن ابتعدنا . اود ان أشكرها عن كل لحظة .. كانت هناك فيها . منذ جمعتنا مقاعد الطفولة حتى آخر أيام حياتها كانت رمزاً للصديقة الأكثر من رائعة . فقط وجودها بجانبي كان يجعل لأيامي لوناً بديعاً .

أود ان أشكرها على نبض الوفاء الذي يبقيها على قيد الحياة.

نور .. ستظلين ها هنا ﮩﮩ\/ﮩﮩ\/ﮩﮩـ    ﮩﮩ\/ﮩ\/ﮩﮩ .. مادام قلبي ينبض .