Powered By Blogger

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

~هرب~



دائما ما نحاول الهرب عند أول منعطف يأخذنا إلى دهاليز نظن أنها مظلمة .. دائما ما نحاول الابتعاد عند أول موقف قد يتطلب منا مواجهته اهدار كمية من الألم .. الحزن و الدموع .. دائما ما نحاول الفرار عند اول عقبة .. ظانين بأن احتمال عواقب السقوط جراء تلك العقبة سيسبب ألماً دائماً .. لا يزول ..!
ظنانين اننا سنتخطى كل ذلك بالهرب.. ظانين اننا بذلك سوف نغير واقعنا .. واهمين انفسنا بحقائق مغايرة لما نحياه .. و راسمين عالماً تخيلياً .. نعزل فيه أنفسنا عن كل ما قد يسبب لنا الأذى .. بحجة حماية قلبنا من التحطم .. و أرواحنا من العذاب و الألم ..
أترى الهرب هو الحل ؟!
ليس حلاً .. فإن حاولنا الهرب لن نستطيع ذلك .. "فاي هرب ما دامت الاشياء تسكننا , وما دمنا حين نرحل هرباً منها، نجد انفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه "* .. نجد تفكيرنا متمحور حول ما نهرب منه .. نجد أنفسنا في حالة تساؤل عما كان سيحدث لو امتلكنا القليل من الشجاعة لمواجهتها .. و المضي قدما ً .. ؟!
علينا أن أن نعي بأن الهرب لن يكون هو الحل .. إنما هو منفى من الأوهام التي تجعلنا أسرى لعالم أسواره اليأس .. و القنوط .. !
أذكر اني اشتريت قبل عدة سنوات قميصاً رائعاً .. كنت أخشى أن ارتديه خشية تلفه .. و احتفظت به في خزانتي .. و لم ألبسه غير يومان .. و في غرفتي وحدي!  و لكن بعد مرور سنوات حين أردت أن أرتديه.. لم استطيع ارتدائه  فقد صغر و فقد فائدته لعدم ملائمته لي ..
وكذلك هي قلوبنا و أرواحنا  ومشاعرنا .. حين نعزلها .. خوفاً عليها .. ونهرب من أي مواجهة لنا مع الحياة خشية التعرض للأذى .. فهنا نحن لا نحميها بل على العكس من ذلك .. نحن نُفقدها أهميتها .. فمالفائدة أن تملك قلباً و لا تحب خشية أن تقع في حب الشخص الخطأ .. أو ان تتعرض للخيانة ؟! ما الفائدة ان تملك روحاً ولكن عند أول فشل تتوقف و لا تعاود النهوض خشية السقوط مرة أخرى ؟! ...
أوليس الأفضل أن نحب .. و إن تحطم قلبنا .. على ألا نحب مطلقاً ؟! .. او نحاول مرة .. و اثنان و ثلاثة .. على أن لا نحاول أبداً ..؟!  و إن كان تعرضنا للأذى أو الفشل مجرد احتمال .. يحتمل وقوعه من عدمه !
فحين يكون الأمر احتمالاً .. علينا ان لا نتردد في الاقدام عليه .. مؤمنين بأن احتمال ما نتمناه أرجح مما نخشاه ، فالخوف سجن يكبلنا .. علينا أن نتحرر منه و نتحلى بالشجاعة .. و الكثير من الايمان .. بأن كل شيء نواجهه في حياتنا لن يمر عبثاً بل كل تجربة ستترك أثرا.. في نظرتنا للحياة .. و طريقة معالجتنا للامور .. و سنخرج منها بوعي أكبر لما حولنا .. و دروس لا تنسى  في شتى صنوف الحياة.. فهي تزيد من قدرتنا على التعايش .. و تصقل من خبرتنا .


.....................................


* أحلام مستغانمي .

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

اســمــه !






لا أستطيع احتمال ..
ذاك الشعور الذي يجتاحني .. حين أذكره ..
لا أستطيع احتمال ..
برق اسمه حين يلفظه أحد ..
تضيء حواسي ..
كعقد من اللؤلؤ ..
ينبثق الضوء من نقاط اسمه ..
ذاك المعلق في أعماقي ..
في شرايين قلبي ..
كبرق يخترق السماء .. في ليلة حالكة ..
كنجم مضيء..!
~
لماذا حين يُلفظ اسمه ..
أتوه في غياهب الذاكرة ..
أتلاشى ..
أضيع ..
~
وحين ألفظ اسمه  وحدي ..
لا أعود أسمع غير شهيقي ..
أكون.. و تكون الذكريات .. لكنه لا يكون ..!
ففي غيابه .. قلبي شتاءُ لا ربيع له ..!
و مشاعري مزيجُ من الشوق و الحنين ..!
أراه نجماً بعيداً .. محال ..!
أتراه يعي أنه مازال في أعماقي ينهمر ..؟!